أصول النزعة البربرية

يعتقد الكثير أن النزعة البربرية محدثة من فعل فرنسا والحقيقة هي جزء أصيل من تكوين العقلية الأمازيغية عبر العصور فكان أول قسم ينفصل عن دولة الخلافة هو المغرب وذلك بثورة البربر بقيادة ميسرة المدغري الملقب في كتب التاريخ بالحقير لاتخاذه مذهب الصفرية الخارجي المتطرف ( نسخة قديمة عن داعش) وسيلة إلى تلك الثورة...

وإن كانت ثورته ثورة اجتماعية ضد الظلم واستبداد الولاة في ظاهرها إلا انها في صميمها ثورة قومية وقد علم ذلك هشام بن عبدالملك الخليفة فقال : ( لأغضبن لهم غضبة عربية)
أما ميسرة فقد تعدى تطرفه حتى إلى قومه فقتلوه وولو عليهم خالد بن حميد الزناتي ثم انقسم اتباعه بعد اخماد ثورتهم منهم من بقي على المذهب الصفري ومنهم من تطور به الأمر إلى اختراع ديانة جديدة بربرية الطقوس وهم برغواطة تحت قيادة صالح بن طريف.

الديانة البرغواطية:
هي في مجملها القول بنبوة صالح بن طريف ونبوة جميع الذين تولوا الأمر من بعده من ولده، وأن الكتاب الأمازيغي الذي أخرجه لهم وحي من الله لا يشكون فيه. وقد فرض فيه عليهم صوم رجب وحرم صوم رمضان، وأوجب خمس صلوات في اليوم وخمس صلوات في الليلة، والتضحية في 11 محرم. وفرض صيام يوم من كل جمعة وصيام الجمعة الأخرى التي تليه أبدا، وليس في صلاتهم آذان ولا إقامة. وتبيه لأتباعها في الأنكحة أن يأخذوا من النساء ما استطاعوا بدون حدود، وأباح لهم أن يطلقوا ويراجعوا ما أرادوا.

يشمل كتاب برغواطة المقدس (الأمازيغي) على 80 سورة؛ أغلبها منسوب إلى أسماء الأنبياء المعروفين، أولها سورة أيوب، وآخرها سورة يونس، وفيه سور أخرى بأسماء الحيوانات. وفيها سورة فرعون، قارون، هامان، ياجوج، ماجوج، الدجال، العجل هاروث، ماروت، طالوت، نمرود، الديك، الجمل، الجراد، الجمل، الحنش، غرائب الدنيا، وهناك العلم العظيم. وأضاف بن خلدون سور أسماء أخرى مثل سورة نوح وسورة إبليس. واحتوت سورة «غرائب الدنيا» أمور كثيرة حول الحلال والحرام والشرع والقصص.

أورد البكري بعض سورة أيوب المقابلة للفاتحة عندهم. «بسم الله الذي أرسل كتابه إلى الناس هو الذي بين لهم به أخباره، قالوا علم إبليس القضية، أبى الله، ليس يطيق إبليس».